عصام الحداد: الرئاسة لم تتراجع عن تصريحات مرسي تجاه اليهود ..لكن شرحتها فقط

قال الدكتور عصام الحداد، مساعد رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي، إن البيانات التي أصدرتها الرئاسة بشأن تصريحات الرئيس محمد مرسي ضد اليهود ليس تراجعا عن التصريحات، ولكنها شرح وتفسير لها، والتأكيد على أنها لم تصدر عن رئيس الجمهورية، بل قيلت قبل انتخابه رئيس وفي سياق تعليقه على العدوان الإسرائيلي على غزة في 2010.
وعرف الدكتور عصام الحداد نفسه خلال حواره مع برنامج “الحياة اليوم”، المذاع على فضائية “الحياة” مساء اليوم: بأنه مواطن مصري يحب بلاده جدا مكنه عمله من أن يجوب كل قارات العالم، مشيرا إلى أن انتماءه لمصر هو الذي دفعه لقبول منصبه كمساعد لرئيس الجممهورية للشئون الخارجية.
وكشف الحداد في أول ظهور تليفزيوني له منذ توليه منصب مساعد الرئيس: أنه تولى منصبه نتيجة لثقة الدكتور محمد مرسي في شخصيته والدور الذي لعبه كمسئول ملف الشئون الخارجية بجماعة “الإخوان المسلمين”، مشيرًا إلى أنه كان أحد المسئولين عن حملة ترشيح الدكتور مرسي لانتخابات الرئاسة خصوصا أن الحملة كان لها جزء خارجي للتعامل مع مختلف دول العالم.
وأكد الحداد، عضو مكتب إرشاد الإخوان، أن مصر دولة مؤسسات ووزارة الخارجية المصرية إحدى المؤسسات المهمة بما تمتلكه من خبرات وسفارات وعقول ورؤية، مشيرًا إلى أن هناك تنسيقا كاملا بين الخارجية المصرية ومؤسسة الرئاسة.
وأكد الحداد أنه جزء من مؤسسة تعمل على إعادة مصر لدورها الريادي، خصوصًا أن مصر انحصر دورها ودفاعها عن أمنها القومي، موضحا أن مصر ستسعى خلال المرحلة المقبلة على تحقيق الأمن والاستقرار لمصر وأمتها العربية والإسلامية والعالم كله.
وأشار الحداد إلى أن مصر يجب أن تخرج من دور التبعية وأن تكون لها دورها البارز وأن تساهم بشكل إيجابي في عالم جديد، منوها إلى أن “عبقرية المكان”، التي تحدث عنها جمال حمدان جعلت مصر في قلب العالم وهو ما يجب أن تحافظ عليه مصر في سياستها الخارجية بألا تنحاز لطرف على حساب آخر.
وكشف الحداد أن الاجتماع الذي تم بقصر الرئاسة قبل 24 ساعة بين الرئيس مرسي والسيناتور الأمريكي جون ماكين وبعض المسئولين الأمريكيين، أكدت فيه واشنطن أن مصر دولة حليفة لها وأن الإدارة الأمريكية حريصة على دعم مصر ومساندتها في تحقيق الاستقرار والنمو والرخاء، مشيرًا إلى أن هذه المشاعر الأمريكية قبلت بمشاعر إيجابية من القاهرة.
ولفت الحداد إلى أن الحديث عن فكر جماعة الإخوان، هو نتيجة للحالة التي اصطنعت بأن فصيل الإسلام السياسي وكل من ينتمي إليه شر مطلق، موضحا أن هذه الصورة في طريقها للتغير وذلك على خلفية اندماج الإسلاميين مع جميع أطياف الشعب المصري في ميدان التحرير خلال ثورة “25 يناير”.
وعن تصريحات الدكتور مرسي بشأن معادة اليهود وإسرائيل، قال الحداد إن هذه التصريحات لم تصدر عن رئيس الجمهورية ولكنه قالها قبل انتخابه رئيس، موضحًا أن تلك التصريحات قيلت في عام 2010 في سياق التعليق على العدوان الإسرائيلي على غزة.
وقال الحداد إنه تمت إعادة التركيز على تلك التصريحات الآن سعيا من طرف ما لعدم إعادة العلاقة الجيدة بين القاهرة وواشنطن”، مشددا على أن مصر لا يمكن أن تصمت على جريمة ترتكبها إسرائيل بحق قطاع غزة.
وأكد الحداد أن البيانات التي صدرت من الرئاسة في هذا الشأن ليست تراجعا وإنما شرح وتفسير، مشددا على أن الإسلام أحل طعام أهل البيت للمسلمين ومن ثم لا يمكن قبول إهانة أي مجموعة بسبب الدين أو العرق .
ونوه الحداد إلى أن مصر ستسعى خلال السنوات المقبلة إلى تحقيق السلام في المنطقة والوصول لحل عادل للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن مصر هي الدولة الرئيسة بالمنطقة وهي الشقيقة الكبرى للعالم العربي شاء من شاء وأبى من أبى.
وشدد الحداد على أن مصر لن تقبل أن تكون دولة تابعة لأي طرف وتسعى في نفس الوقت إلى إيجاد مصالح مشتركة مع كل الأطراف، منوها إلى أن مصر تسعى لتحقيق السلام القائم على العدل ولا تسعى لأن تكون دولة حرب.
ونفى الحداد قلقه ومؤسسة الرئاسة من اللقاءات التي عقدها السيناتور الأمريكي جون ماكين بالمعارضة المصرية خلال زيارته الأخيرة للقاهرة، مشيرا إلى أن هذا إثراء للحياة السياسية المصرية ولكن يجب أن تكون بعيدة عن أي محاولة للاستقواء.
وأشار إلى أن هناك اختلافا بين مؤسسة الرئاسة وحزب الحرية والعدالة وجماعة “الإخوان المسلمين”، موضحا أن مؤسسة الرئاسة تمثل كل أطياف الشعب المصري ولكن الحرية والعدالة يمثل أعضاءه والفئة التي التي تؤيده وكذلك الحال لجماعة الإخوان.
ونوه الحداد إلى أنه لا يجوز لأي طرف الحديث باسم مؤسسة الرئاسة سوى من خولت له الرئاسة التحدث باسمها، مشددا على أن مؤسسة الرئاسة لا تستطيع أن تلزم أعضاء الحرية والعدالة والإخوان الحديث بما تريد مستشهدا بالآية القرآنية التي تقول: “كل نفس بما كسبت رهينة”، وذلك في إشارة لتصريحات الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة عن مطالبة يهود مصر بالعودة والجدل الذي أحدثته.
بوابة الأهرام