سياسيون:مرسي استخف بالشعب في خطابه وتحدث عن دولة أخرى

ردود أفعال غاضبة مازالت تتوالى على خطاب الدكتور “محمد مرسي” أمس في مجلس الشورى، حيث أكد القانونيون والسياسيون أن خطاب مرسي كان خطابًا نمطيًا، ولم يقدم جديد يفتقر إلى أية رؤية مستقبلية،
بالإضافة إلى اعتماده على معلومات مغلوطة حاول من خلاله خداع الرأي العام بالإيحاء بارتفاع معدلات النمو فضلاً عن الاسقرار الاقتصادي مهاجمًا كل من يقول الحقيقة التي أكدتها الحكومة ذاتها من قبل وهي أن مصر مقبلة على إفلاس اقتصادي، فضلاً عن البنك المركزي، الذي أكد من قبل أن الاحتياطي الأجنبي يكفي بالكاد لمدة ثلاثة أشهر فقط، بالإضافة إلى توقف نشاط الكثير من الشركات نتيجة إفلاسها.
وقال الدكتور “علي السلمي” – عضو المكتب الرئاسي بحزب الجبهة الديمقراطية – تعليقًا على خطاب الدكتور محمد مرسي أمام مجلس الشورى؛ أن خطاب الرئيس جاء تقليديًا للغاية وخاليًا من أية رؤية مستقبلية وغير متضمنًا لأية التزامات أو برامج تنهض أو تتعامل مع المشكلات المجتمعية والاقتصادية الحادة التي يعاني منها الشعب المصري؛ واكتفى الرئيس فقط بترديد بعض الإحصائيات المنشورة التي لا تقدم ولا تؤخر وكانت على منوال الخطابات السابقة للرئيس المخلوع مبارك في عهد النظام السابق.
وأضاف السلمي أن الرئيس محمد مرسي لم يتعرض في خطابه لأية التزامات ولم يقطع على نفسه أية نتائج؛ وإنما احتوى الخطاب على مجموعة من الشعارات الإنشائية والوعود العامة الفضفاضة التي لا تقدم ولا تؤخر في مواجهة الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي ما زالت تواجه المجتمع المصري؛ وما زالت أثارها باقية في شكل التردي في الاستثمارات والنشاط الاقتصادي؛ وحينما تعرض في خطابه إلى الحكومة الحالية كانت عباراته مجرد تطمين للحكومة وليس للشعب وأنهم باقون.
وأوضح” السلمي” أنه كان يأمل من الرئيس في الخطاب باعتباره البيان الأول للشعب بعد إقرار الدستور؛ والبيان الأول أمام مجلس تشريعي لرئيس مصري منتخب بعد الثورة؛ أن يأتي محددًا وموضحًا لروية ثاقبة والتزمات ينتظرها الشعب ويتابع تنفيذها الشعب بكل فئاته حتى يكون هناك أساس للمحاسبة وأساس موضوعي للتقييم.
وقال كان أفضل للرئيس بدلاً من هذا الخطاب أن يعلن عن تفعيل برنامجه الانتخابي للرئاسة والذي قدمه باسم ” برنامج النهضة بمرجعية إسلامية”؛ ويعلن عن تنفيذ الوعود التي قطعها على نفسه في هذا البرنامج الذي انتخب على أساسه.
وقال الدكتور “جابر نصار” – الفقية الدستوري- إنه من الواضح أن مصر تعاني من أزمات اقتصادية طاحنة، بالإضافة إلى الأزمات السياسية التي تسبب فيها الدستور الحالي غير التوافقي والكارثي، والذي طرح للاستفتاء على الرغم من الاعتراض على كثير من مواده، ورغم كل هذة الأزمات لم يقدم الرئيس مرسي أي جديد وجاء الخطاب نمطيًا وبعيدًا عن الواقع المؤلم التي تعيش فيه الدولة المصرية وكأن الدكتور مرسي يخاطب دولة أخرى.
وقال “نبيل زكي” – المتحدث باسم حزب التجمع – إن الخطاب الذي ألقاه الرئيس محمد مرسي أمام مجلش الشورى يتحدث عن واقع دولة أخرى غير مصر، حيث لا يرى الاقتصاد المنهار ويتكلم عن إنجازات غير موجوده على أرض الواقع.
وأضاف أن خطاب محمد مرسي كعادة خطابات محمد مرسي يتحدث فيها عن إنجازات لا يراها المواطن المصري بالعين بالمجردة ولا وجود لها على أرض الواقع.
وأوضح أن تلك الإنجازات لا يراها سوى محمد مرسي وجماعته وأهله وعشيرته؛ وكأنه لا يدري أن الاقتصاد المصري في مرحلة الانهيار والسياحة منعدمة، ولا يمكن أن يمر خطاب محمد مرسي بدون ما يتكلم عن الرئيس مبارك ونظامه وهي شماعة الفشل دائمًا التي يعلق عليها محمد مرسي والإخوان المسلمين فشلهم.
وقال “حافظ أبو سعدة” – الناشط الحقوقي – إن الخطاب الذي القاة أمس الدكتور مرسى لم يقدم جديد وعلى الرغم إنه كان يهدف إلى طمأنة المواطنيين ولكن ينيغي ألا نستخف بهم ونستهيين بحجم المشاكل التي تواجهها مصر من أزمات سياسية عاصفة وأزمات اقتصادية طاحنة.
وأشار أبو سعدة أن هناك ثلاث ملاحظات جوهرية على الخطاب أولها أن الأرقام التي استشهد بها الدكتور مرسي أمس في خطابه غير دقيقة، حيث أكد الدكتور مرسي على وجود تحسن ملحوظ ونمو اقتصادي، وهاجم بضراوة من يقول إن مصر مقبلة على إفلاس والحقيقة أن مصر تواجة خطر الإفلاس جديًا بدليل أن بعض البنوك توقفت عن دفع مستحقات العملاء بالدولار بالإضافة إلى التضخم وارتفاع الأسعار.
كما أن الدعوى للحوار غير مجدية حيث أن المعارضة تطالب بوجوب إقرار قانون انتخابات توافقي، بالإضافة إلى القضية الأساسية وهى الدستور الذي تسبب في انقسام الشعب، والذي تم تميرة من خلال استفتاء حدثت فيه انتهاكات عديدة بالإضافة إلى الاعتراض على كثير من مواده.
كما أن الرئيس تحدث عن إستقلال القضاء على الرغم من الاعتداء الصارخ على السلطة القضائية من عزل للنائب العام وماحدث مع المحكمة الدستورية من عزل قضاتها.
الدستور