نحتفل اليوم باللغة العربية لمساهمتها في الثقافة العالمية

 

3

 

وجهت السيدة إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، رسالة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية مؤكده فيها أن اليوم العالمي للغة العربية يمثل مناسبة للاعتراف بالمساهمة الهائلة للغة العربية في الثقافة العالمية ولتجديد تمسكنا بالتعدد اللغوي، فالتنوع اللغوي جزء أساسي من التنوع الثقافي، إذ يعكس غنى الوجود الإنساني، ويتيح لنا الانتفاع بموارد غير محدودة لنتحاور ونتعلم ونتطور ونعيش بسلام.

واللغة العربية تكتنز ثقافة إسلامية ألفية وتحمل في طياتها أصوات الشعراء والفلاسفة والعلماء الذين سخروا قوة هذه اللغة وجمالياتها لخدمة الإنسانية، ومنهم العالم الكبير ابن سينا الذي نحتفل هذه السنة بذكرى مرور ألف عام على تأليف كتابه “القانون في الطب”.

ويمكننا تعبئة هذه القوة لنشر المعرفة، وتشجيع التفاهم وبناء مجالات التعاون من أجل تحقيق التنمية وإحلال السلام. واللغة العربية هي أيضاً حليفتنا في تحسين محو الأمية وبناء مجتمعات المعرفة في 22 دولة من الدول الأعضاء في اليونسكو.

وتشدد اليونسكو في هذا العام بوجه خاص على دور وسائل الإعلام في إشعاع اللغة العربية وتعزيزها، فوسائل الإعلام فاعل محوري في التعبير عن الرأي العام، وتحرص اليونسكو على دعم وسائل الإعلام العربية بوصفها قوة للحوار والإعلام والمواطَنة.

ويجب علينا تعزيز إعداد الصحفيين، وزيادة الدعم المخصص لتنمية وسائل الإعلام بغية إسماع اللغة العربية وإتاحة قراءتها في أوساط الجمهور العام. كما أن المبادرات التي تقودها اليونسكو، مثل المنتدى العربي السادس للصحافة في تونس العاصمة الذي عُقد في نوفمبر أو مؤتمر قمة المدونين العرب الذي يُزمع عقده في يناير 2014، تمثل كذلك فرصاً للتفكير في أوضاع الصحافة العربية الحرة والتعددية واحتياجاتها.

وتحثنا وسائل الإعلام أيضاً على التفكير في دور اللغات بوصفها أدوات أساسية في الحياة الجماعية والمواطَنة. فاللغة العربية والإمكانات التي توفرها يمكن أن تساعد مواطني هذا العالم الخاضع للعولمة على العيش معاً مع الحفاظ على تنوعهم.

وتحمل اللغة العربية هويات وقيم 422 مليون فرد في العالم العربي و1.5 مليار مسلم يستخدمونها في صلواتهم اليومية، فهي محرك لتعزيز قيمنا المشتركة. ومن هذا المنطلق، تساند اليونسكو المجلس الدولي للغة العربية الذي يضطلع بدور أساسي في تحقيق الترابط فيما بين ثقافات اللغة العربية واللغات الأخرى عبر العالم.

وتسهم اليونسكو في عدة مبادرات إقليمية ترمي إلى ترويج اللغة العربية، مثل المنبر الإلكتروني المخصص للمدرسين “التعليم للقرن الحادي والعشرين”، الذي أنشئ من أجل تيسير تشاطر المعارف. وأجدد اليوم حرصنا على تعزيز استخدام اللغة العربية في نطاق عمل اليونسكو في الدول الأعضاء وبالتالي تعزيز تأثير برامجنا وإشعاعها في هذه الدول.

 

صدي البلد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى