إخوان الجزائر يدعون رئيس البرلمان للاعتذار

s5201226194440

طالبت حركة “مجتمع السلم ” الجزائرية حمس المسحوبة على حركة الإخوان المسلمين فى الجزائر، الدكتور محمد العربى ولد خليفة رئيس المجلس الشعبى الوطنى (مجلس النواب)، بتقديم اعتذار مكتوب على صفحات الجرائد لذكره دولة إسرائيل خلال خطاب ألقاه مؤخرا بخصوص مشاركة المرأة فى الحياة السياسية، على اعتبار أن الجزائر لا تعترف بإسرائيل كدولة.

وذكر بيان صادر عن الحركة نشر اليوم الجمعة أن ما صدر عن رئيس مجلس النواب خلال إلقائه خطابا تضمن ذكر دولة إسرائيل بالاسم، تسبب فى صدم جميع مشاعر الجزائريين، ودعا البيان لسحب الخطاب من كل تداول مكتوب أو مسموع أو مقروء فى أرشيف المجلس الشعبى الوطنى، كما حمل البيان رئيس المجلس ‘المسئولية التاريخية بتمرير مثل هذه المصطلحات والإحصائيات لجس نبض الرأى العام، حول إمكانية ”التطبيع” بالتقسيط مع إسرائيل، بعد أن استحال فعل ذلك “بالجملة “.

كما دعت الحركة الشعب الجزائرى إلى رفض هذه الممارسات والتصدى لكل محاولات الإساءة إلى كرامة شعب، يعرف جيدا معانى الاستعمار، ويقدر خطورة التصريحات الصادرة عمن يفترض فيهم الحرص الشديد على مراعاة مشاعر الشعب الفلسطينى الذى مازال يعانى من ويلات الاحتلال الصهيونى الغاشم، وقد أثار العربى ولد خليفة زوبعة من الانتقاد بسبب حديثه عن دولة إسرائيل، خلال خطاب ألقاه بخصوص مشاركة المرأة فى الحياة السياسية مؤخرا، على اعتبار أن الجزائر لا تعترف بإسرائيل كدولة، وهو كلام أثار حفيظة عدد من نواب مجلس الشعب الذين طلبوا من رئيسهم الاعتذار لهم، والاعتذار للشعب الجزائرى.

وكان العربى ولد خليفة قد ألقى كلمة بمناسبة يوم برلمانى بخصوص مشاركة المرأة فى السياسية، ومن أجل التأكيد على أن الجزائر قطعت شوطا كبيرا فى مجال فتح أبواب السياسة أمام المرأة، راح يسرد أمثلة عن الدول الديمقراطية، وما توصلت إليه فى هذا المجال، ومن بين الدول التى ضرب بها مثالا هى دولة إسرائيل، مع أن الساسة فى الجزائر يستعملون عادة “الكيان الصهيونى”، كما أنهم يسبق أن ضربوا به المثل فى الديمقراطية.

وأثار هذا التصريح حفيظة عدد من نواب البرلمان، وخاصة نواب التيار الإسلامى، الذين طالبوا رئيس مجلس الشعب بالاعتذار من الشعب الجزائرى ومن نواب البرلمان على هذه الزلة الخطيرة، مستغربين الأسباب التى دفعت العربى ولد خليفة وهو سياسى محنك، قضى سنوات طويلة كعضو فى حزب جبهة التحرير الوطنى.

وأكد عدد من النواب على أنه فى حالة عدم اعتذار ولد خليفة عما بدر منه وتبرير من جانبه، فإنهم سيعتبرون كلامه تطبيعا غير معلن مع الكيان الصهيونى واعترافا ضمنيا بإسرائيل كدولة، وهو ما يتناقض مع المواقف المبدئية للدبلوماسية الجزائرية، التى كانت دائما إلى جانب الشعب الفلسطينى وقضيته، وتعتبر أن التطبيع لا بد أن يمر عبر إرجاع حقوق الفلسطينيين المغتصبة.

وسارعت إدارة البرلمان الجزائرى إلى حذف المقطع الذى تحدث فيه ولد خليفة عن إسرائيل من الخطاب المنشور بموقع مجلس الشعب على شبكة “الإنترنت”، وهو ما يعكس الحرج الذى وقع فيه رئيس البرلمان بسبب حديثه عن إسرائيل، علما وأن هذا الأمر من الكبائر فى الجزائر، التى يوجد حولها إجماع، ولا يمكن التسامح معها أو غفرانها.

أش أ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى