المسؤولون عن الصراع السني الشيعي

 

85

 

رأت مجلة “كومنتاري” الأمريكية أن ثورات الربيع العربي، أحيت الصراع بين الشيعة والسنية، والذي بدأ منذ واقعة الفتنة الكبرى بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان في صدر الإسلام.

وقالت المجلة أن الثورة السورية التي استمدت قوتها والهامها من الثورات التي قامت في مصر وتونس وليبيا، أدت إلى اشتعال الصراع بين الشيعة والسنة، مما تسبب في كارثة أغرقت سوريا، وخلقت مأساة كبيرة لا تستطيع أي جهة إيقافها.

وأوضحت المجلة أن الصراع بين السنة والشيعة في سوريا تدعمه الدول الخارجية مما يؤدى إلى استمراره، وعدم القدرة على إيقافه، حيث يدعم النظام الشيعي الإيراني الشيعة السوريين وكان نتيجة ذلك زيادة وحشية نظام الأسد، كما انتقلت العديد من العناصر الشيعية من العراق التي تقع على الحدود مع سوريا إلى سوريا مما قوى النظام الشيعي.

ومن ناحية أخرى، فإن دول الخليج العربي كالمملكة السعودية وقطر والإمارات تدعم السنة الموجودين بسوريا، وتمدهم بالمال والسلاح الذي يجعلهم أقوى.

وأوضحت المجلة أن القوة والتماسك اللذان تتمتع بهما إيران قد يساعدا الشيعة في سوريا بالفوز بالحرب الشعواء التي تقتل وتضعف سوريا، مشيرة إلى أن دول الخليج العربي تمنح المجاهدين السنة الأموال والأسلحة إلا أنها لا تمنحهم القوة والتماسك ومراكز القيادة التي تمنحا إيران للقوى الشيعية.

ولفتت الصحيفة إلى أن القوى السنية في العالم كله أصبحت متخبطة ومنقسمة، والدليل على ذلك ما حدث لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، والذي أصاب السنة في العالم كله بالإحباط واليأس.

وقالت المجلة أن أحد أسباب ضعف المقاومة السنية في سوريا هي تركيا، والتي أعلن رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان منذ عاميين، أنه سيبذل كل جهده من أجل عزل بشار الأسد من الحكم، وإنهاء الأزمة السورية، إلا أنه لم يقم بأي شيء جدى خلال العاميين الماضيين.

وأرجت المجلة ذلك إلى خوف أردوغان والتي تعادل دولته قوة إيران من حيث قوة الجيش والنفوذ في منطقة الشرق الأوسط، إلى تجنب حدوث مشاكل داخلية في تركيا بسبب التدخل التركي في الشئون السورية.

ولفتت الصحيفة إلى أن تراجع الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن الضربة الجوية التي كانت من المقرر أن تشنها على سوريا، أدى إلى وصف ادارته بالضعف، بالإضافة إلى قوة الشيعة وزيادة نفوذ الأسد.

وعلى الرغم من زيادة القوى الشيعية، إلا أن المجلة ترى أن هناك عدة احتمالات قد تساعد السنة من العودة بقوة مرة أخرى لمواجهة الشيعة ألا وهي، امكانية القوى السنية من إنشاء دويلة قد يكون حجمها أكبر من حجم سوريا، مما يزيد من نفوذهم وقوتهم بالمنطقة.

وثاني احتمال هو أن تحاول القوى السنية من تقسيم الشيعة إلى عدة جهات، مما يضعف قواها لتحل محلها السنة، وثالت احتمال هو أن تقوم اسرائيل بالهجوم على إيران والتي تعتبر الممول الأول والأكبر للشيعة بسبب خوفها من الاتفاقية الإيرانية الأمريكية حول البرنامج النووي، ورفضها لتحسن العلاقات بين الرئيس الإيراني حسن روحاني مع أوباما.

 

مصراوى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى