وجه السيسى أثناء الخطاب أشبه بـ«الماسك فيس»

للسيسى ردود فعل مزدوجة، يفهمها كل فريق على حسب رغبته، لكنه أثناء جلوسه فى خطاب الرئيس محمد مرسى الأخير، كانت تعبيرات وجهه وردود أفعاله محط أنظار الجميع خاصة بعد أن صرح فى خطاب له قبيل خطاب الرئيس بأن الجيش لن يترك الفتنة تقتل البلاد وتدمرها، يرى أساتذة علم النفس أن «السيسى» يمتلك قدرات هائلة فى الثبات الانفعالى وأن عمله بالمخابرات الحربية أكسبه تلك الصفة بدرجة عالية، فصارت تعبيرات وجهه لا تنم كثيراً عن ما يجول بداخله.
يقول الدكتور هانى هنرى، أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية إن «السيسى» كان محايداً فى تعبيرات وجهه بدرجة لا تضعك أمام فهم واضح ومحدد لرد فعله على حديث الرئيس، فعلى حد تعبيره: «بدا منصتاً فى الجزء الذى قاله الرئيس بأن الجيش مش بييجى مع أى فصيل، حتى إن تعبيرات وجهه لم تتخذ أى موقف، فصارت محايدة فى تلك اللحظة»، وأشار هنرى إلى أنه كرجل عسكرى يتميز بتلك الصفة، فلغة الجسد للضباط تكاد تكون واحدة خاصة أنهم يتلقون تمرينات كثيرة فى التعامل مع مثل هذه الحالات، فهم يتمرنون على سلوك معين، فيما هو معروف بـ«الثبات النفسى» و«الثبات الانفعالى»، حتى إنه حين صفق وسط الحضور الذين بدأوا بالتصفيق، كان تصفيقه عسكرياً لا يحمل معنى آخر، حتى إن وجهه طوال الخطاب بدا متجهماً غير دال على شىء، وأشار هنرى إلى أن ردود فعل السيسى وهو يستمع للخطاب لم تكن متنوعة بعكس ردود فعله أثناء خطابه الأخير الذى انفعل فيه بدرجات متفاوتة، خاصة مع تحدثه عن الجهات المهددة لأمن مصر واستقرارها.
فيما اعتبر الدكتور إبراهيم مجدى حسين، أستاذ التحليل النفسى السياسى بجامعة عين شمس أن عمل «السيسى» فى المخابرات الحربية أهله كثيراً لتصبح ملامحه متجمدة بدرجة لا تكشف كثيراً عن انطباعاته الحقيقية، واصفا إياه بأنه يتسم بـ«الماسك فيس» أو أن وجهه يتسم بقناع لا ينم أبداً عما بداخله، مؤكداً أن ملامحه الصارمة وتعبيراته المحسوبة تجعل البعض يفهمه على حسب ما يريدون، فهو لا يضعك أمام صورة واضحة ولكنه يضعك أمام شىء يمكن فهمه بطريقتين، وهو ما حدث من قبل مع خطابه الأخير الذى فهمته المعارضة على أنه معها وفهمه النظام على أنه أيضاً معها، وهذا النوع من الشخصيات يصعب تفسير ما تريده، ولهذا لا تستطيع أن تحدد إن كان مؤيداً أو معارضاً، فهو رجل محنك، المخابرات أعطته خبرة فى الاستطلاع ، ولديه قدرة كبيرة على ألا تستطيع كشفه بسهولة، بعكس مرسى فى أسلوبه وحواره وردود فعله، فمرسى لديه انفلات فى المشاعر ويحاول دائماً عمل ضجة حوله للفت الانتباه إليه وهو ما لا يفعله السيسى ولكن رزانته وثقله تلفت الانتباه إليه.
فيما رأى الدكتور سعيد عبدالعظيم، أستاذ الطب النفسى ورئيس الجمعية المصرية للطب النفسى سابقاً أن أسلوب السيسى وجلسته فى الحوار من خلالهما بدا وكأنه يدقق فى فهم ما يقوله مرسى، خاصة أن مرسى لم يحاول أن يهدئ الأطراف، مثلما طالب السيسى من قبل، فحين رفع السيسى يده أسفل ذقنه بدا وكأنه يتعجب من مضمون ما يقوله مرسى، وأن ما جاء فى الخطاب عكس ما أراده السيسى فى محاولات تقارب وجهات النظر بين المعارضين والمؤيدين لمرسى.
الوطن