الفتنة التي استمرت 8 ساعات

el5sos

 

هنا شارع ترعة الزنيرى بمنطقة الخصوص.. وبالتحديد فى محيط كنيسة مارجرجس، اختلطت دماء أحمد «مسلم» مع دماء فيكتور ومرقص ومرزوق وعصام من الأقباط.. سالت دماؤهم جميعاً فى الشارع.. بعد مشاجرة وأحداث عنف اندلعت بين قرابة 300 شخص مسلم ومسيحى من أهالى المنطقة عقب قيام طفل برسم صليب على سور معهد دينى واشتعلت الفتنة وتبادل الطرفان إطلاق الأعيرة النارية وإلقاء زجاجات المولوتوف قرابة 9 ساعات متواصلة.. الرعب والفزع وليلة دامية عاشها أهالى المنطقة.. انتهت بقتل 6 أشخاص مسيحيين وآخر مسلم.. والقبض على قرابة 16 شخصاً من المشتركين فى أحداث الشغب والتحريض عليها.

شوارع المنطقة ضيقة.. مزدحمة بالسكان.. الأهالى مسلمين ومسيحيين لا يزالون يتحدثون عن الواقعة وعن أحداث العنف.. رائحة الدخان لا تزال فى المكان.. دماء القتلى آثارها على الأرض.. منازل محترقة وسيارات محطمة.. وكنيسة بها آثار حريق.. هروب عدد من أصحاب تلك المنازل «مسيحيين» من المنطقة.. المحلات مغلقة.. الأطفال لم يذهبوا إلى المدرسة.. تجد فى المنطقة تجمعات من الأهالى يستقبلون رواد المنطقة من الإعلاميين والمسئولين بهتافات ضد الرئيس والنظام: «يسقط يسقط حكم المرشد»، لا تميز من هو مسلم ومن هو مسيحى.. يشيرون بيدهم إلى اللواء سيد شفيق، مدير مباحث فى وزارة الداخلية، إنت شايف البيوت ده كلها اتحرقت.. أولادنا ماتوا ومش عارفين السبب إيه؟ حقا أولادنا فين؟ الكل يسأل عن سبب المجزرة والحديث لا يتوقف من على لسان الأهالى عن الأحداث الدامية التى عاشتها المنطقة والرعب وروايات كثيرة عن أصل المشكلة، عن صليب وعن ثأر قديم وعن كراهية قديمة أيضاً بين المسلمين والمسيحيين.

«الوطن» رصدت ساعات الرعب فى منطقة الخصوص التى استمرت 9 ساعات ابتدأت بخناقة بين طفلين وانتهت بمقتل 7 أشخاص.

الساعة الثامنة مساء أمس، رسم طفل مسيحى صليباً على سور المعهد الدينى فى المنطقة ونشبت مشادة كلامية بينه وبين أحد جيرانه «طفل مسلم» مما أدى إلى نشوب مشاجرة بين أسرة الطفلين وتدخل الأهالى لفض المشاجرة.

الساعة الثامنة و45 دقيقة، تجددت المشاجرة مرة أخرى بين الأسرتين تدخل فيها عدد من أقاربهما، مما أسفر عن إصابة 3 أشخاص من المسلمين وتطورت المشاجرة إلى قيام أحد الأشخاص من المسيحيين بإخراج سلاح نارى من طيات ملابسه وأطلق عدة أعيرة نارية فى الهواء مما أسفر عن مقتل شاب مسلم يدعى أحمد من الجيران.

الساعة التاسعة والنصف، تجمعت أسرة القتيل وتجمهروا أمام منزل المتهم واقتحامه وأشعلوا النيران فيه، مما أدى إلى هروب المتهم ومعه أسرته وترك المنزل.

الساعة العاشرة مساء، تجمع عدد من أقارب المتهم المسيحى وحاولوا الأخذ بالثأر من المسلمين الذين أشعلوا النيران فى منزل أحد أقاربهم «المتهم بقتل الشاب المسلم» وهنا تدخل عدد من كبار القرية وحضرت قوات الشرطة وتمكنوا من فض أحداث الشغب ونشرت القوات عدداً من الجنود لحماية كنيسة مارجرجس للتصدى لأى اشتباكات أو محاولة اقتحام.

الساعة الحادية عشرة والنصف، تجددت مرة أخرى الاشتباكات بعد قيام شيخ بالدخول إلى المسجد ونادى المسلمين قائلاً: «أى حد معه سلاح ييجى لنصرة أخوه المسلم.. ويموّت المسيحيين»، الأهالى من المناطق المجاورة والمنطقة تجمعوا بالأسلحة النارية والخرطوش والمولوتوف وبدأت المعركة وتحولت المنطقة إلى ساحة من القتل بين المسلمين والمسيحيين واستمر إطلاق الأعيرة النارية بين الطرفين مما أسفر عن مقتل 3 أشخاص من المسيحيين وإصابة 8 آخرين بطلقات نارية.

الساعة الثانية فجر أمس، الشرطة تصل بالمدرعات إلى مكان الأحداث ولم تتمكن من الدخول والسيطرة على الأوضاع بسبب ضيق الشوارع والكر والفر بين الطرفين، حتى زادت أعداد القتلى إلى 6 أشخاص من المسيحيين وآخر مسلم.

الساعة الثالثة والنصف، الشرطة تقتحم المنطقة بعد إطلاق كمية من القنابل المسيلة للدموع ونشرت المباحث قواتها فى المنطقة وتم الدفع بـ 6 تشكيلات أمن مركزى و4 مدرعات وقوات قتالية وضباط عمليات خاصة حتى تمكنت فى الساعة الرابعة فجراً من السيطرة على الأوضاع وألقى القبض على قرابة 16 متهماً من المحرضين على الأحداث.

الساعة الرابعة والنصف، أهالى المنطقة يتجولون فى الشوارع المليئة كلها بالقنابل المسيلة للدموع وكل شخص يبحث عن نجله أو شقيقه أو أحد أقاربه، والجميع يطمئنون على ذويهم من خلال مكالمات تليفونية «إنتى بخير.. أصل فلان مات.. وكانت خناقة كبيرة أوى ومات فيها 8 أشخاص بسبب رسمة صليب».

الساعة السادسة صباحاً، انتقل فريق من النيابة العامة إلى موقع أحداث الشغب بين مسلمين وأقباط بمدينة الخصوص، لمعاينة الحادث وتقدير الخسائر على أرض الواقع.

كما انتقلت النيابة إلى مستشفى المطرية التعليمى لمعاينة جثث الضحايا، وسؤال المصابين بالمستشفى.

وكشفت المعاينة أن 6 قتلى مسيحيين وأن شاباً مسلماً قُتل بطلق نارى فى الصدر وأضافت المعاينة احتراق 3 منازل وسيارتى نقل وصيدلية ملك أقباط بالمنطقة.

الساعة الثامنة صباحاً، الهدوء الحذر يسود المنطقة، والحديث لايزال عن مشاهد الدم والنار فى المنطقة، واللواء محمود يسرى وقوات الأمن تتفقد المنطقة.

الساعة الثانية عشرة ظهراً، حضر اللواء سيد شفيق مدير مباحث الوزارة إلى مكان الأحداث وأجرى معاينة للمكان وسأل عدداً من شهود العيان وأيضاً المنازل المحترقة وتحدث مع قيادات أمن القليوبية عن الأحداث واستعرض معهم خطة البحث والتحرى وإلقاء القبض على المتهمين وتقديمهم للمحاكمة

الساعة الواحدة والنصف ظهراً، أهالى الضحايا من المسلمين والمسيحيين يتحدثون عن أماكن تشييع الجنازات وأماكن دفن ذويهم.

 

الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى