الحكومة تستورد القمح لسد العجز.. وأرقام التموين غير حقيقية

تضاربت تصريحات المسئولين حول توريد القمح، ففى الوقت الذى أكدت فيه وزارة التموين والتجارة الداخلية فى بيانات رسمية ان اجمالى ما تم توريده من القمح وصل لـ3.9 مليون طن، أعلنت وزارة الزراعة ان اجمالى التوريد 3.7 مليون طن، وعادت ونفت التصريح.

وأوضحت أن الرقم الصحيح هو 3.5 مليون طن، فيما أكدت وزارة التموين عزمها الحصول على 4.5 مليون طن قمح محلى هذا الموسم.

وأعلن مصدر مسئول بوزارة التموين والتجارة الداخلية عن اجمالى ما تم توريده حتى الآن بلغ 3455186 طنا، وأن متوسط التوريد انخفض الى أقل من 10 الاف طن يوميا بدلا من 70 ألف طن خلال الشهر الماضى.

وقال المصدر إن وزير التموين بالغ كثيرا فى الأرقام التى كان يعلنها يوميا عن توريد القمح، وأنه وضع نفسه فى مأزق الوصول إلى 4.5 مليون طن التى أعلن عنها فى بداية الموسم، مؤكدا أن الوزارة لا تستطيع تحقيق 4 ملايين طن، وأنها تستجدى القمح من الفلاحين والتجار، وتقبل الاقماح الرديئة التى كانت ترفضها فى بداية موسم التوريد، مشيرا إلى أن بعض التجار وردوا كميات كبيرة من القمح المستورد الذى يقل سعره عن القمح المحلى بمتوسط 450 جنيها فى الطن، وان الوزارة تتغاضى عن هذا الخطأ لكى تظهر بالصورة اللائقة أمام الحكومة والشعب.

وحصلت «الشروق» على مستند رسمى يوضح توريد كل محافظة على حدة، واجمالى توريد المحافظات جميعا منذ 1/4/2013 وحتى 8/6/2013، والذى وصل فيه آخر توريد إلى 3455126، رغم أن الوزارة أكدت انها وصلت إلى 3900000 منذ اكثر من 15 يوما.

وكشف تقرير شئون المديريات الزراعية بالمحافظات عن توريد موسم القمح، وصول التوريد لصالح الدولة إلى 3 ملايين و500 ألف منذ بدء تسلم المحصول من المزارعين، وأن إجمالى المساحة التى تم حصادها 3 ملايين و360 ألف فدان من مساحة المزروعة المقدرة بـ3 ملايين و400 ألف، بزيادة نحو 20% عن نفس الفترة من العام الماضى.

وأشار التقرير إلى أن محافظة الشرقية احتلت المركز الأول فى المحافظات الأكثر توريدا للقمح، حيث حققت 730 ألف طن، فى حين جاءت المنيا بـ360 ألف طن، ثم البحيرة 340 ألف طن، فى حين بلغ حجم كميات توريد القمح من المزارعين لبنك الائتمان الزراعى، مليون و550 الف طن قمح منذ بداية العام الجارى، وحتى يوم 10 من يونيو بقيمه نحو 4 مليارات جنيه.

وقال مصدر مسئول بوزارة الزراعة إن هناك فوضى فى الأرقام المعلنة الخاصة بالتوريد ولكن الرقم المؤكد والذى تم جمعه من المحافظات هو ثلاثة ملايين ونصف المليون، متوقعا أن يصل إجمالى توريد القمح فى نهاية موسم التوريد إلى 4 ملايين طن على أقصى تقدير.

وأضاف المصدر أن إجمالى توريد القمح الموسم الماضى كان 3 ملايين و700 الف طن، مشيرا إلى أن معدلات توريد القمح فى المحافظات مقارنة بالعام الماضى تسير بشكل ثابت ومرتفع عن الموسم السابق، وأن الزيادة المتوقعة فى النهاية لن تزيد على 300 الف طن.

وأوضح أن التوريد يسير طبقا لضوابط مستوفاة الشروط والمواصفات المعتمدة من وزارة التموين من ناحية درجة النظافة، للتيسير على المزارعين، والعمل على إلغاء دور الوسطاء فى توريد القمح لشون البنك الزراعى والمطاحن.

ومن جانبه قال نقيب الفلاحين محمد عبدالقادر: «أكدنا منذ عدة أشهر أن الأرقام التى صدرت من وزارة التموين بوجود انتفاضة فى محصول القمح غير حقيقية، فالمحصول فى ذلك الوقت كان مازال فى الحقل، وليس من الطبيعى أن يزيد المحصول على العام الماضى بسبب أزمة السولار الطاحنة فى المحافظات التى أدت إلى تلف المحاصيل».

واضاف عبد القادر: «لن يزيد محصولنا عن 3 ملايين ونصف المليون طن بأى حال عن الأحوال، لأن هذا أقصى سعة لنا، ووزارة التموين بدأت بالفعل فى عمل تعاقدات للاستيراد القمح لسد الفجوة الغذائية هذا الموسم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه».

الشروق