اقتربت ساعة رحيلكم

 

37

 

«واقتربت ساعة رحيل الإخوان عن رابعة العدوية»، هكذا اتفق العديد من سكان المنطقة، مؤكدين أن أنصار المعزول المحتشدين فى منطقة رابعة العدوية حان الوقت لرحيلهم وإخلاء الميدان، مؤكدين أنهم يستخدمون كل الوسائل الاستفزازية ضد السكان، ويمارسون وسائل التضييق على أهالى العمارات، مطالبين الجهات الأمنية بفض الميدان.

نانيس كريم إحدى سكان المنطقة قالت لـ«التحرير»، إن أنصار الرئيس المعزول فى محيط رابعة، تسببوا فى إلحاق الأذى بها وبغيرها من سكان رابعة فى عملهم، قائلة «تعرضت للفصل من عملى، بسبب المضايقات وتغيبى عن العمل لفترة طويلة بسبب المعتصمين»، مؤكدة أن المعتصمين يعيشون حياة أشبه بالجحيم، مناشدة الجهات الأمنية بالتدخل لفض الميدان وإعادة الحياة إلى طبيعتها وإخلاء الميدان من هؤلاء المحتلين، على حد وصفها.

وأشارت نانيس إلى أن المعتصمين يقومون بتكسير الأرصفة واستخدام الحجارة فى بناء أسوار لهم لحمايتهم، كما قاموا بمحاصرة كل المنازل من كل الأرجاء، وتفتيش كل الوافدين والخارجين من المكان، ومنع أى مخارج للسيارات، بالإضافة إلى سرقة الكابلات، قائلة «أصبح محرما علينا فتح النوافذ بسبب استحمام المعتصمين فى الحدائق التى تواجه البيوت»، مضيفة أن قيادات الإخوان يمارسون التحريض اليومى ضدنا ويكررون لغة الشهادة والاستشهاد كثيرا على ألسنتهم.

وتابعت لـ«التحرير»، بأن هناك مجموعة من الرجال يقومون بتفتيشنا خلال دخولنا وخروجنا لعقاراتهم السكانية، مما أدى إلى حدوث تشاجرات وشد وجذب بين مجموعة من المؤيدين للمعزول والسكان، بسبب تفتيشهم للنساء.

أما نهى يسرى إحدى سكان رابعة فقالت إن استفزازات معتصمى رابعة تزداد يوما بعد يوم، حيث يمارس المعتصمون العديد من الانتهاكات ضد السكان، لافتة إلى أنها تعرضت لموقف فى الأيام الماضية، حيث استوقفها عدد من المعتصمين وهى عائدة لمنزلها وطرقوا على زجاج السيارة ففتحت لهم فطلبوا منها إثبات الشخصية وفتح حقيبة السيارة لتفتيشها، ولكنها رفضت فأصروا على ذلك وأكدوا لها أنها لن تدخل بسيارتها قبل التأكد من شخصيتها فقالت لهم «إنتو اللى مين دى منطقتنا وأنا ما أعرفكوش عشان أخرج لكم بطاقتى»، مما أدى إلى انفعالها واستنجادها بالسكان الذين يقفون فى لجان شعبية لتأمين منازلهم، حيث قاموا بدورهم بإقناع مؤيدى الرئيس المعزول بأنها فتاة ولا يجب معاملتها بهذه الطريقة.

وأضافت نهى «كان هناك دعوة من السكان لعمل توكيلات للمحامى الحقوقى نجاد البرعى حتى يتابع الدعوى المرفوعة بشأن التحقيق فى هذه الانتهاكات، ولكن منذ أكثر من يومين وظهرت حالة من اليأس بينهم بعد غلق أغلب الطرق وتعرضهم للتفتيش بطريقة عنيفة عند الدخول والخروج، مؤكدة أن السكان لا يجدون حلا بديلا عن فض الاعتصام، لأنه لا توجد جهة تنفيذية تستطيع إزالة العوائق من أمام المبانى السكنية.

بينما أكد مصطفى محمود، أنه منذ بدء هذا الاعتصام وسكان رابعة يعيشون حياة أشبه بالمأساة ويستمعون إلى أحاديث تحريضية من قبل أنصار الرئيس المعزول، ويجتازون لجانا شعبية يسمح أفرادها من الغرباء لأنفسهم بتفتيش أهل المنطقة ذهابا وإيابا، مضيفة أن المعتصمين ينامون داخل أبواب العمارات، مما تسبب فى صعوبة نزول الفتيات أو حضور الضيوف من الخارج وغيرها من الأمور التى أصبحت تؤرقنا للغاية.

وأضاف محمود، أنه أصبح من الصعب استدعاء سيارات الإسعاف وقت اللزوم أو الاستعانة بالصيدليات، وقت الحاجة، بل ووصل الأمر إلى وصول بعض الطلقات والأعيرة النارية داخل شرفات المنزل والنوافذ وغيرها، قائلا «أثق أن ساعة الرحيل اقتربت». وتابع بأن هناك مشاهد مخجلة يشاهدها سكان رابعة يوميا بسبب أشخاص يستحمون فى الحدائق ويقضون حاجاتهم فيها، كما أن المنطقة أصبحت مليئة بالقمامة، قائلا «نرفض الحصار الذى نعيش فيه نحن وأهلنا وجيراننا لما نعانى منه من أزمات نتيجة هذا الاعتصام، ونحن لا نؤيد ولا نعارض وجود الاعتصام طالما لا يضرنا فى شىء، ولكننا نعانى الكثير، مشيرا إلى أن المعتصمين أصبحوا الآن يسكنون المساجد والجوامع الموجودة فى المنطقة وينامون فيها ويعيشون بداخلها كأنها منزل ونسوا تماما أن للمساجد حرمة، كما أنه بسبب وجودهم الدائم بالمساجد أصبحت لها رائحة كريهة.

وذكرت شيرين أحمد، أنه تم تأجير شقق سكنية قبل الاعتصام من قبل المعتصمين، كما يملك بعض المعتصمين شققا سكنية أيضا، ويتم عمل اجتماعات بها وليس ببعيد أنه يتم تخزين الأسلحة بها. ووصفت اعتصام رابعة العدوية بأنه أصبح مرتعا للخارجين عن القانون والمطلوبين للعدالة، ولا يمكن لأى جهة أمنية الوجود به، وبالتالى أصبح الميدان من أكثر الأماكن الآمنة لهؤلاء المعتصمين المسلحين.

المحامى وأحد سكان رابعة العدوية عمر حجاج، قال إن أهالى وسكان المنطقة ضحايا وفريسة لمؤيدى المعزول مرسى، قائلا «من حق الداخلية طبقا لقانون الإجراءات الجنائية إزالة الإشغالات التى من شأنها تعطيل الطرق، ومن حقها أيضا كجهة ضبطية قضائية أن تقوم بدورها فى إطار القانون المنوط لها»، لافتا إلى أن سكان المنطقة مستمرون فى قضيتهم، ويجب على الجهات المعنية أن تتدخل لحل القضية فى أسرع وقت.

من جانبها أكدت اللجنة التنسيقية لسكان منطقة رابعة العدوية فى بيان لها، على ترحيبها بالمبادرة التى أطلقها العديد من الشباب والشخصيات العامة لتفتيش الميدان والشوارع المحيطة للتأكد من خلو المنطقة من الأسلحة، وذلك بسبب تضرر السكان من الأحداث التى تمر بها فى الفترة الأخيرة.

ورصدت اللجنة ثلاثة أسباب من المتوقع أن تعيق تلك المبادرة من تطهير المنطقة من البلطجية والأسلحة الموجودة بها، أبرزها الأسلحة التى شوهدت وهى تُدفن فى حدائق العقارات والمشاتل المجاورة لها، ولن يتم الوصول إليها هذا إذا سُمح لكم بالدخول من الأساس، وكذلك تأجير شقق سكنية قبل الاعتصام من قبل المعتصمين بمحيط رابعة العدوية وبالميدان، كما يملك بعض المعتصمين شققا سكنية أيضا ويتم عمل اجتماعات بها وليس ببعيد أنه يتم تخزين الأسلحة بها، بالإضافة إلى أن اعتصام رابعة العدوية أصبح مرتعا للخارجين عن القانون والمطلوبين للعدالة ولا يمكن لأى جهة أمنية الوجود به، وبالتالى أصبح الميدان من أكثر الأماكن الآمنة لهؤلاء المجرمين.

التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى