بديع: أيادٍ خارجية وداخلية تورطت في الأحداث المؤسفة مؤخراً

badia_1

 

 

في أول رسالة أسبوعيّة له عقب تمرير الدستور، قال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، إن الواجب على الأمة “نسيان خلافاتها والتصالح فيما بينها”، واتهم “أيادٍ داخلية وخارجية”، لم يسمّها، بالتورط فيما وقع من أحداث مؤسفة مؤخراً، مطالباً “من يعملون لتقدم الأمة ألا يلتفتوا للضجيج الإعلامي الكاذب”، معتبراً أن نسبة الموافقة على مشروع الدستور، “فاقت جميع استفتاءات دساتير العالم”.

 

وقال بديع في رسالته اليوم: “بعد أن أقرت الأمة دستورها، وبعد أن تجاوزنا هذا الموقف الحساس، والذي ظن البعض أنه سيقود إلى حرب بين أطياف الشعب الواحد المتحد، بل ولا أتجنى إذا قلت أن البعض تمنى هذا وراهن عليه، فإذا أنت أيها الشعب العظيم تخيب آمالهم وتبدد ظنونهم، وتلقن العالم درسًا باستفتاء يمضي في سلم وسلمية، ونزاهة وشفافية، لم تعرفها مصر من قبل، وبنسبة تفوق جميع استفتاءات دساتير العالم”.

ورأى المرشد العام للإخوان المسلمين أن المنوط بالأمة في المرحلة القادمة أن :” ننسى ما مضى، بعد أن أخذنا منه دروسًا وعبرًا، وأعظم درس من تلك الفترة أن الشعب أدرك أن ما وقع فيها من أحداث مؤسفة، لا تمثل حقيقة واقع مصر، ولا تعبر عنها، وقد لعبت فيها أيدٍ  في الداخل والخارج لا تريد لمصرنا العزيزة أن تقوم لها قائمة، أو أن تكون لها سيادة على أرضها، وأن أموالا طائلة سرقت من أقوات هذا الشعب أعيد ضخها لتشعل الفتنة والحرب بين أبناء الأمة، ولكن الله أطفأها”.

وأضاف المرشد: “الواجب على الأمة أن تتصالح فيما بينها، وأن تنسى خلافاتها، وأن تتوقى الدخول في تصفية حسابات، أو محاولة الانتصار للنفس، ولا تأخذنا العزة بالإثم، ولنعمل بجد على نزع فتيل معارك الاستنزاف المتبادلة؛ لأن ذلك يضر ولا ينفع، ويفرق ولا يجمع، ويبدد الجهود والطاقات فيما لا طائل وراءه، ونحن في حاجة ماسة إلى توحيد الصفوف وجمع الشمل، وتوظيف الإمكانات ومقدرات الأمة إلى الخير والعمل الصالح”.

وتابع بديع في رسالته: “وجدير بالأمة التي حققت بوحدتها إسقاط رأس النظام، وتسعى لاجتثاث بقايا جذور الفساد، وتجاهد لبناء صرح الأمة ببناء مؤسساتها وإرساء دعائم أركانها، جدير بأمة هذا شأنها أن تستيقن أن ذلك لن يتحقق، إلا بالاتحاد والتعاون، وتجميع الجهود، والبعد عن التفرق والاستقطاب الطائفي، وتقديم المصلحة العامة على المصالح الشخصية، وأن يعلم كل فرد في هذه الأمة أننا جميعا في سفينة واحدة، ويجب علينا ألا نترك لفرد أو طائفة فيها أن يخربها؛ لأن الضرر سينزل بالجميع”.

ولم يفت بديع أن يهاجم الإعلام، متهماً إياه بالكذب قائلاً: “والذين يعملون لتقدم الأمة ونهضتها، يجب ألا يلتفتوا إلى الضجيج الإعلامي المثبط، والذي أضحى يكذب ويتحرى الكذب في كل ما يتناوله، ولنحذر من أن نشغل أنفسنا بالرد على ما يفترون؛ لأنه يستهلك الأوقات والجهود في جدل عقيم، لا نجني من ورائه إلا الفرقة والتنازع والشقاق، فضلا عن أنه يصرفنا عن العمل الجاد النافع، وأبلغ رد على هؤلاء أن نزداد تفانيًا في العمل لرفعة وطننا العزيز”.

وعن الوضع الاقتصادي الراهن قال بديع: “لقد ترك النظام السابق اقتصادًا منهارًا، ودولة دب الفساد في كل أركانها، ونخر السوس في عظامها، وأكل مفاصلها، وهذا يلقي على كاهل أبناء الأمة أمانة ثقيلة، وعبئا ثقيلاً، يوجب علينا التعاون في العمل على تنظيم شؤونها الاقتصادية”.

واعتبر بديع أن “من أخطر العوامل المعوقة للأمة، وهي في فجر نهضتها، اختلاف الدعوات، واختلاط الصيحات، وتعدد المناهج، وتباين الخطط والطرائق، وكثرة المتصدين للتزعم والقيادة، وكل ذلك يفرق الجهود ويشتت القوى، ويتعذر معه الوصول إلى الغايات”.

 

الشروق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى