قطع المعونات عن مصر شائعات

عقد السفير الألماني بالقاهرة مايكل بوك مؤتمرا صحفيا صباح اليوم بمقر السفارة الألمانية بالزمالك لعرض موقف بلاده من الأحداث التي مرت بها مصر منذ 30 يونيو حتى الآن و كذلك تناول العلاقات الثنائية بين البلدين.
تعاون اقتصادي مشترك بين مصر وألمانيا
و حول الأوضاع الاقتصادية بالبلاد ،تحدث بوك عن أن الحكومة الألمانية تعمل بكل جهد على دفع عجلة الاقتصاد المصري ،كما عبر عن سعادته لاستمرار المستثمرين الألمان في اتجاههم للاستثمار بمصر رغم بعض المخاوف و الصعاب التي تواجه الاقتصاد حاليا و التي تناول أن الأمن هو العنصر المهم في تحقيق مستقبل اقتصادي جيد بمصر ،و أشار بوك إلى أن كل الدول ترغب في عودة الاستقرار لمصر و سيتحقق ذلك بتفعيل أجندة واضحة للحكومة المصرية من خلال العمل على محاور التعليم و الصحة و توفير فرص عمل مناسبة للشباب ،و سيفعل ذلك من خلال إرادة الشعب المصري و إصراره .
موقف ألمانيا من مرسي وقت حكمه لمصر
وعن مبدأ التوافق بين فئات الشعب المصري ،أشار بوك إلى انه حان الوقت لرأب الصدع بين الفرقاء في مصر و التغلب على أجواء المشاحنات، وعن التعاون مع الحكومة المصرية ،فأكد بوك إلى أن ألمانيا تتعاون مع أي حكومة مصرية أيا كان انتماؤها لان ألمانيا بلد صديق لمصر، وأضاف إلى أن ألمانيا تعاونت سابقا مع حكومة مرسي على الرغم من انتماءه السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، وأوضح أن ألمانيا دعت مرسي حينما كان رئيسا لمصر لأن يكون رئيسا لكل المصريين و ليس لجماعته فقط و لم يسمع لذلك و عمل على تحقيق أهداف جماعته فقط وتجاهل مطالب المصريين .
وأضاف بوك إلى أن هناك سوء فهم حدث عند أغلب المصريين، حيث أن ألمانيا لم تتعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين، وعبر أن ذلك ناتج من حالة الاستقطاب التي تعيشها مصر حاليا، إما أن تكون معي أو ضدي، و أكد على انتقاده للإخوان و سياستهم منذ البداية و بات ذلك واضحا خلال الصحافة الألمانية ،مشيرا إلى أن الإعلام الألماني لا ينحاز لطرف على حساب أخر بل يعرض كل الحقائق أمام الجميع.
موقف ألمانيا من جماعة الإخوان
وأضاف السفير إلى أنه لا يود التعميم ،ففي قوى الإسلام السياسي هناك فئات لا تدعو للعنف ،و في نفس الوقت ندين الاعتداء على ضباط الشرطة و الجيش إدانة كاملة ،و أضاف إلى أن ألمانيا تود أن تكون أمينة في إظهار الحقيقة وهو ما أشار إليه من موقفه من فض اعتصام رابعة ،حيث قال إن هناك إفراط في العنف ضد المعتصمين وقتها .
ألمانيا.. و رفع حظر سفر مواطنيها لمصر
وعن وضع السياحة بمصر ،قال بوك إلى أن ألمانيا سعيدة بعودة الأوضاع جزئيا إلى طبيعتها بمصر ،و هو ما دفع الحكومة الألمانية لرفع حظر سفر مواطنيها إلى المناطق الساحلية بالحر الأحمر، و شدد على دعم بلاده للسياحة خاصة بعد زيارة الأقصر الجمعة الماضية على رأس فوج سياحي ضم وزير السياحة المصري هشام زعزوع، وأكد إلى أن دخل مصر من السياحة يقدر بـ11% ،منها 1% من سياحة المواطنين الألمان لمصر .
عمليات الجيش بسيناء… وموقف الجانب الألماني تجاهها
وعن عمليات الجيش بسيناء ،قال بوك إلى أن تلك العمليات ضرورية لإعادة سيادة الدولة المصرية و هذا حق و واجب لسيطرة مصر على كل أراضيها ،و في سياق منفصل أكد على أن ألمانيا لم تقطع المساعدات المالية عن مصر و أن كل ما يثار حول هذا الموضوع ما هو إلا شائعات لا صحة لها .
وعن الحالة اتي تعيشها مصر منذ 25 يناير 2011 إلى 30 يونيو 2013 وتقييمها من الجانب الألماني ردا على سؤال مراسلة ONA، أكد بوك إلى أن مصر كان لابد أن تخطو خطوة الثورة في 2011 ،و أنها تسلك الآن طريقها للديمقراطية و لديها مصاعب و تحديات كثيرة ولكن لابد من المصريين التحلي من قول بعض الحكماء إلى أننا نحتاج إلى المزيد من الصبر الاستراتيجي .
يذكر أن هذا اللقاء هو الأول منذ ثورة 30 يونيو ما بين السفير الألماني و الصحفيين، ومن هنا يبدو أن الجانب الدولي قد بدأ في التحرك بقوة في التفاعل والتحاور مع الإعلاميين والصحفيين المصريين لشرح الموقف تجاه ثورة 30 يونيو، وتناول شكل العلاقات الثنائية بين مصر ومختلف الدول الأوروبية، وهو ما فعلته ألمانيا اليوم و أكدت على استمرارها في تحقيق مزيد من التواصل و الدعم نحو الديمقراطية الجديدية التي تخطوها مصر حاليا.
التحرير