«إخوان مصر» تلقوا ضربة قوية

انشغل معهد ويلسون الأمريكى للدراسات السياسية والمقرب من دوائر الكونجرس الأمريكى، بمستقبل الإسلام السياسى فى مصر وتنظيم الإخوان، وخصص المعهد ورقة بحثية تحمل تساؤلات المستقبل تحت عنوان: «العسكريون فى مواجهة الإسلاميين».
وخلصت الورقة البحثية إلى نتيجة مفادها «أن البيئة السياسية الحالية فى مصر معادية بشكل عام للإسلام السياسى وجماعاته وتياراته، وأن الإسلاميين سيواجهون صعوبات كبيرة فى المشاركة السياسية لسنوات مقبلة». واعتبرت أن الإسلام السياسى فى مصر يعانى من أقوى ضربة فى تاريخه، وأكبر انتكاسة لهذه الأيديولوجية السياسية منذ بزوغها فى العقود الأولى من القرن الماضى، فجماعة الإخوان التى كانت مهداً لهذه الحركات أطيح بها من السلطة وأحضر رئيسهم مرسى أمام المحاكمة ويواجه تهماً قد تنتهى بإعدامه. وبالرغم من ذلك، قالت الورقة: «إنه حتى مع التسليم بأن الإخوان تلقوا ضربة قاسية فى 3 يوليو وما زالوا يتلقون الصدمات من السلطة الحالية، لكن من المبكر القول بأن الإسلام السياسى قد مات أو انتهى فى مصر». وأشارت الدراسة إلى أن إحدى علامات فشل محمد مرسى تمثلت فى دعم حزب النور السلفى لخارطة الطريق والإطاحة بالإخوان من السلطة، والذين لم يتمكنوا من احتواء أصدقائهم، موضحة أن مرسى لم تعد له شعبية بين زملائه الإسلاميين، وفى مقدمتهم السلفيون والذين اعتبرتهم الدراسة «محافظين» فى فكرهم بشكل يفوق الإخوان. وتابعت: «منذ الثالث من يوليو 2013 يعيش تنظيم الإخوان فى حالة فوضى عارمة لم يشهدها طيلة الـ 85 عاماً الماضية، وذلك بعد القبض على قيادات التنظيم، وفى مقدمتهم المرشد محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر والكتاتنى والعريان والبلتاجى، فضلاً عن اعتقالات واسعة ضربت معظم هياكله التنظيمية». لفتت الدراسة الأمريكية إلى أن الجهاز الأمنى فى مصر يعرف الهيكل التنظيمى للإخوان والذى يقوم على فكرة «الأسرة» وهى تجمع يشمل مجموعة من الأفراد داخل التنظيم وأن الحملات الأمنية والاعتقالات استهدفت ضرب هذه الأسر فى محاولة لاقتلاع التنظيم من جذوره، مشيرة إلى أن الأسرة وفق فكر الإخوان هى أساس التنظيم وتضم أعداداً فردية قد تصل لسبعة أفراد ويكون لكل أسرة «قائد» يتولاها ويشرف على اجتماعاتها التى تتناول التعليمات التنظيمية وكذلك التباحث فى الشئون السياسية والاجتماعية والدينية. وأوضحت الورقة البحثية أن هذه الفكرة التنظيمية للإخوان هدفها فى الأساس خلق الترابط والثقة بين أعضاء التنظيم ليكون بينهم تعايش خاص يشمل كافة مناحى الحياة. وكشفت أن احتجاجات الإخوان التى لم تتوقف منذ الإطاحة بمرسى تمكنت من إعاقة الاستقرار الذى تحاول السلطة الراهنة تحقيقه لكى تتمكن من إعادة السياحة إلى معدلاتها وهو المورد الأهم للاقتصاد المصرى، وخلق حالة طاردة للاستثمار الأجنبى، وبالتوازى مع ذلك ارتفعت وتيرة العنف ليس فقط فى سيناء ولكن فى أنحاء متفرقة من مصر وطالت أفراد القوات المسلحة والشرطة، فضلاً عن محاولة اغتيال وزير الداخلية واستهداف الأقباط والمنشآت العسكرية والعامة. وحول مستقبل الإسلام السياسى فى مصر، ركزت الورقة على حزب النور وطبيعة ومستقبل دوره فى الساحة السياسية، وأوضحت أن حزب النور عندما وقف بجوار الجيش فى دعم خارطة الطريق أعطى غطاءً شرعياً من قبل القوى الإسلامية للانقلاب العسكرى -على حد تعبير الورقة- ولكن واقع الأمر يقول إن السلفيين وحزب النور يواجهون نفس معضلة الإخوان، لأن منهجهم يقوم على أن يلعب الدين دوراً فى السياسة.
الوطن