واشنطن بوست: المعارضة المصرية لم تتعلم الدرس.. والإسلاميون سيحصدون مرة أخرى المكاسب الانتخابية

قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن أحزاب المعارضة في مصر لا تزال منقسمة بشدة ويبدو أنها لم تتعلم من درس الانتخابات البرلمانية للعام الماضي، ويخاطرون بفقدان الهيئة الرئيسية المتبقية في البلاد المعنية بصنع القرار وتركها للإسلاميين في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من أحزاب المعارضة قد تعهدت بخوض الانتخابات البرلمانية المتوقعة في إبريل على قائمة واحدة لزيادة فرصهم في الفوز، إلا أن التناحر والخلافات الأيديولوجية وغياب التنظيم في صفوفهم قد جعل فرص التوحد في صندوق الاقتراع غير مرجحة على نحو متزايد.
ونتيجة لذلك، قال محللون، إنه من المرجح أن يحقق حزب الحرية والعدالة لجماعة الإخوان وحزب النور السلفي مزيدا من المكاسب كما فعلوا في الانتخابات الماضية.
ولفتت الصحيفة إلى أن العداء للدستور الجديد المدعوم من الإسلاميين أدى إلى تدهور مصداقية الإخوان المسلمين على الصعيد الوطني وجعل سياسيين ومحللين يعتبرون أن هذه الأزمة عززت تفاؤل المعارضة بأنه أصبح لديهم فرصة رئيسية لزعزعة سلسلة الانتصارات الانتخابية للإسلاميين على مدى العام الماضي، ورغم ذلك، فصائل المعارضة السياسية الآن لا تزال تنقسم بشكل مرير.
فاليساريون، الذين يعارضون جهود الحكومة لتأمين قرض 4.8 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، لا يريدون الرأسماليين الليبراليين على قائمتهم الانتخابية، والنشطاء الشباب لا يريدون خوض الانتخابات جنبا إلى جنب مع “فلول” النظام السابق مثل عمرو موسى الذي هو جزء من جبهة الإنقاذ الوطني، ولا يزال هناك آخرون يهملون التصويت تماما ويركزون جهودهم على التخطيط لاحتجاجات حاشدة في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير هذا الاسبوع.
من ناحية أخرى، أوضحت الصحيفة أن المعارضة مازالت غير قادرة للوصول بالشكل الكافي للمواطنين العاديين وبعيدين عن أرض الواقع في مقابل القوة التنظيمية الهائلة لجماعة الإخوان المسلمين.
ونقلت الصحيفة عن جمال سلطان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في القاهرة، قوله إن المعارضة قد تعلمت بعض الدروس من تجاربها المريرة في الديمقراطية الوليدة غير المكتملة في مصر، لكن الجماعات المختلفة من غير المرجح أن يتغلبوا على خلافاتهم في الوقت المناسب للتصويت الحاسم المقبل.
وأضاف أنه “بالنسبة لبعض منهم، المبادئ الأيديولوجية لا تزال تهم أكثر من المكاسب والسلطة السياسية، لذلك انا ليس لدي أى شك فى أن الاسلاميين سوف يحصدون المكاسب مرة اخرى فى الانتخابات المقبلة”-على حد قوله.
البديل